إنما الميت ميت القلب، لا يرجى له حياة هنا ولا هناك نعوذ بالله. قال الله تعالى: ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا. (سورة الإسراء، الآية: 72) عمى البصيرة نعوذ بالله. وما أدراك ما حياة القلب، وما البصيرة، إن لم تذكر ربك! "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر الله، مثل الحي والميت" حديث رواه البخاري ومسلم بنحوه.
إنما الميت الغافل عن الله المعرض عن ذكره، المنكر أن الله وحده يعز ويذل، يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب.
إنما الميت من فاته حظه من الله.
إنما الميت من يأتيه حينه عند حضور ملك الموت، فينظر إلى حياته يجدها بلقعا من الخير، ما عرف لما خلق، وما سعى ليتقرب إلى الله بالفرض والنفل، ولو صلى وصام وقال: إني مسلم.
ابك على نفسك وابحث عن داع إلى الله على بصيرة يأخذك بيدك، يسلكك، يدلك على الله ويعلمك كيف تحبس نفسك على مكارهها، كيف تقتحم العقبة إلى الله تعالى، كيف تصل إليه، كيف تعرفه. قال الله تعالى يحكي وصية لقمان لابنه: واتبع سبيل من أناب إلي.(سورة لقمان، الآية: 15)
إنما الميت من قرأ القرآن وما أفاق من الغفلات. من عبر حياته الدنيا ولم يقف لحظة ليسأل عن الخالق. من قرأ في الكتاب والسنة الدلالة التامة على الله ولم يسمع لوم يتفكر ولم يعقل، ولم يرد وجه الله، ولم يصبر مع الذين يريدون وجهه، ولم يشتق لربه، ولم يحب لقاءه.
فاته أن يتوب فيتاب عليه.
فاته أن يستغفر فيغفر له.
فاته أن يسأل فيعطى. وأفضل ما تسأل فضل الله، ثم رضى الله، ثم وجه الله. فاته أن يكون مع المحسنين.
0 التعليقات:
Speak up your mind
Tell us what you're thinking... !